ليست النيسان ميكرا بالسيارة الجديدة في سوق السيارات لدينا، كما أنها ليست بتلك السيارة الناجحة في أسواقنا، ولكنها تمثل أصغر سيارات نيسان اليابانية في سوريا.

وتعتبر الميكرا في بلدنا سيارة صغيرة كاملة التجهيزات والمواصفات وتستهدف بشكل غير مباشر الجنس اللطيف، عبر تصميمها الظريف وعملانيتها وشخصيتها.

وعند تقييم هذه السيارة نجدها أقرب في مواصفاتها وتجهيزاتها إلى السيارات الأكبر، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار ثمنها المرتفع نسبياً عن معظم السيارات المنافسة، فهل تستحق هذا الثمن المرتفع أم أن منافسيها أفضل وبأسعار أقل؟

التصميم الخارجي:

النيسان ميكرا سيارة أوروبية بامتياز! فهذه السيارة استهدف الجيل الأول منها سوق السيارات الأوروبية وتم تصميمه في أوروبا وصناعته في انكلترا وذلك أوائل التسعينات من القرن الماضي، والجيل الثاني موضوع التجربة لم يشذ عن سلفه، علماً بأنه طرح في العام 2002.

ورغم العمر الكبير للميكرا ما زالت تتمتع بتصميم عصري وشبابي وذو شخصية ظريفة وفريدة في عالم السيارات، وخاصة على صعيد تصميم المقدمة التي تبرز فيها الأضواء الأمامية الكبيرة الحجم وذات الشكل البيضوي المسحوب بشكل فريد إلى الخلف، ويبرز أيضاً شبك التهوية المقسوم إلى قسمين بطريقة مميزة مع وجود أضواء الانعطاف في أطراف شبك التهوية! أما الصادم الأمامي فهو كغيره من الصوادم الجديدة بنفس لون الهيكل وكلاسيكي التصميم.

 

الجانب هو الناحية التصميم الأبرز في الشكل الخارجي، والذي يشبه إلى حد بعيد صدفة السلحفاة عبر شكله المقعر والانقسام الواضح إلى قسمين علوي وسفلي في الخطوط الجانبية للسيارة، وتعزز الخطوط الخلفية الإيماء إلى السلحفاة عبر الزجاج الخلفي المقعر أيضاً، وتبرز فيها أيضاً الأضواء الصغيرة والمستطيلة الشكل.

وعموماً، لا يمكن سوى التأكيد بأن الميكرا سيارة مدينة صغيرة وظريفة في شكلها المحبب إلى القلوب والذي يكسر جمود وكلاسيكية كثير من السيارات الصغيرة أو الأكبر حجماً.

المقصورة:

لا يكون عادة تصميم سيارة مميز إذا كان محصوراً في الداخل فقط أو في الخارج، لأن التصميم الفريد والمميز أو حتى الأنيق يجب أن يكون متكاملاً ما بين المقصورة والتصميم الخارجي، وهذا ما قام مهندسي نيسان بإتباعه.

فكل شيء داخل الميكرا فريد بحد ذاته، بدءاً من القماش العالي الجودة الجميل في نقشاته والمستخدم في اكساء المقاعد، وصولاً إلى حاشية الأبواب ولوحة القيادة، المقسومة بدورها أيضاً إلى قسمين علوي وسفلي، والمقود الظريف والصغير في حجمه بالإضافة إلى تصميم لوحة العدادات الظريف ومفاتيح التحكم بالمكيف والأضواء وماسحات الزجاج.

العملانية القصوى هي عنوان مقصورة الميكرا الأقرب في نهجها إلى النهج الأوروبي منه إلى الياباني، حيث نلحظ الاعتناء بأدق أدق التفاصيل كوجود عدد كبير من حاملات الأكواب وجيوب التحميل (بعضها مثير للإعجاب بفضل العبقرية المستخدمة في تصميمه كالجيب الأساسي في لوحة القيادة والذي يحتوي على درج داخلي)، دون نسيان إمكانية التخزين تحت المقعد الأمامي!
وكما ذكرنا سيارة نيسان هذه صغيرة بحجمها فقط، فتجهيزاتها الداخلية كثيرة ومتنوعة، من مسجل CD للصوت الممتاز في نقاوته، يمكن التحكم به عبر المقود، إلى مكيف هواء جيد في فعاليته، وقفل مركزي بتحكم عن بعد ونوافذ كهربائية أمامية فقط (كمعظم السيارات الأوروبية الصغيرة) ومرايا كهربائية، كما يوجد حساس للمطر وللإنارة وكومبيوتر الرحلة.

 

ولأن السيارة موجهة في الأصل إلى أوروبا فهي تحتوي على عدد جيد من تجهيزات السلامة، كنظام الـ ABS و4 أكياس هواء.

بالنسبة إلى المقاعد، فهي مريحة جداً فضلاً عن تصميمها الجميل، ويتوفر مساحات جيدة حول هذه المقاعد، الأمر الذي يعزز من الرحابة داخل المقصورة، غير أن الصف الخلفي من المقاعد لا يتسع فعلياً إلا إلى راكبين اثنين، مع إمكانية استيعاب راكب ثالث على حساب الراحة.

 

الصندوق أكبر مما يتوقعه المرء من سيارة بحجم الميكرا هو يتسع لكمية مقبولة من الأمتعة، تلبي المتطلبات اليومية أو حتى متطلبات السفر مع إمكانية طي الصف الخلفي من المقاعد.

المحرك وعلبة السرعات:

لا حاجة للتعريف بمحركات نيسان التي تعتبر من بين أفضل المحركات في العالم، ومحرك الميكرا يتألف من أربع أسطوانات و16 صماماً، يولد استطاعة تبلغ 88 حصاناً عند 5.200 دورة في الدقيقة، مقابل 13 كغ.م عند 3.200 دورة في الدقيقة، وهذه الاستطاعة والعزم تعتبر مقبولةً بالمقارنة مع وزن بحدود الطن الواحد.

وتنتقل الحركة إلى العجلات الأمامية طبعاً عبر ناقل سرعات أوتوماتيكي من 4 نسب، وتحتاج هذه الصغيرة إلى زمن ليس بالقليل لبلوغ سرعة 100 كم/سا، إذ تنطلق من التوقف لتصل إلى هذه السرعة في غضون 15 ثا، وتصل إلى سرعة قصوى تتجاوز الـ 150 كم/سا.

ولكن يحق لمحرك الميكرا أن يفخر بمعدل استهلاكه للوقود، والذي يتجاوز متوسطه الـ 300 كم/سا.

على الطريق:

تنطلق بأداء سلس وتنساب في الشوارع والطرقات المزدحمة ضمن المدينة بسهولة، والحياة مع الميكرا ممتعة لقاطني المدن، كما أن ثباتها رائع وركوبها مريح جداً.

محركها يمنحها قوة لا بأس بها، وعزماً يفسح لها المجال على كافة الطرقات المعبدة وبسرعة مقبولة، غير أن صوته مرتفع بعكس ما يتوقع المرء من سيارة ذات تصميم ودود كالميكرا.

الفرامل جيدة الأداء والمقود كذلك، وعلبة السرعة أيضاً سلسة وتتجاوب بالشكل المطلوب، ويعزز نظام الـ ABS من الوثوق في قيادة هذه الصغيرة المشاكسة.

وأخيراً، تركت لدينا الميكرا انطباعات جيدة وصورة ممتازة، وهي حقاً سيارة مناسبة للسيدات الراغبات بالتميز والتفرد والحصول على سيارة كاملة التجهيزات وسهلة القيادة داخل المدينة وبتصميم يلفت الانتباه.

 

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم