يعمد الصانعون الكبار دائماً على إنتاج طرازات تخّلد أسمائهم في عالم السيارات، وتستطيع أن تطوّر نفسها عبر أجيال متعاقبة ضمن سلسلة الإنتاج، وكل جيل منها يسعى للمحافظة على النجاح الذي بناه سلفه ويحاول تحقيق أفضل من ذلك، ومن بين هؤلاء الصانعين نذكر منهم الصانع الفرنسي بيجو والذي أثبت على مرّ التاريخ أنه قادر على إنتاج تلك الطرازات الأصيلة لتحمل اسمه الكبير وتنافس طرازات مثيلة لها بأفضل الأسلحة وأقواها كالمحركات الجبارة والرحابة والعملانية الداخلية والجسم المتماسك والمتوازن على أصعب الطرقات فضلاً عن العمر المديد لها. وذلك ضمن سلاسل الإنتاج على إختلاف أحجامها من فئة الميني الصغيرة والهتشباك إلى السيدان وصولاً إلى الـSUV الكبير مؤخراً.

ومن الطرازات الناجحة لديه ضمن فئة الهتشباك طراز الـ 307 والذي نشهد له جميعاً بوجهه المشرق والحسن وأدائه الرائع فضلاً عن خدمته الراقية لجميع من قام بتجربته منذ أن أطلقته بيجو بالعام 2002 ونال فيه جائزة سيارة العام في أوروبا وقتها، وحتى الآن استطاع أن يحقق رقم كبير في المبيعات تجاوز الثلاثة ملايين في أنحاء العالم، ولكونها ناجحة جداً وأصبح عمرها 6 سنوات أصبحت الـ 307 بحاجة للإحالة على التقاعد لتعيش على أنغام الإنجازات وتفسح المجال للجيل الجديد يواكب تطورات صناعة السيارات ليأخذ زمام الأمور منها وينطلق. لذلك قدمت لنا بيجو البديل المفترض بأن يكون ناجحاً كسلفه وهو 308 موضع تجربتنا هذه. 

308 الجديدة جاءت كما ذكرنا لتحمل راية سلفها وتنافس طرازات عتيدة أخرى كمواطنتها الميغان وابنة عمها ستروين C4 والغولف وأسترا وليون وغيرهم، فلابد لها من أن تكون على قدر تحمل المسؤولية لذا دعونا نتعرف عليها بتفاصيلها ونحكم عليها من خلال النقاط الإيجابية والسلبية لها معاً.

التصميم الخارجي:

طبعاً لا يخرج الأوربيون تصاميمهم إلا بعد أن يكونوا قد سهروا عليها أيام وليالي ليبهروا العالم بها، ودفعوا عليها أموال طائلة، إذ ما يهمهم هو التميز والتفرد لذلك فهم يستخدمون بالتصميم كامل مواهبهم الفنية الشهيرة على عكس باقي الشعوب كاليابانيين والكوريين، والبيجو تؤكد لنا ذلك مع 308 الجديدة.

بنيت بيجو 308 على قاعدة الـ 307 المطورة واستمدت بيجو في تصميمها 308 الجديدة من روح بيجو العصرية الكثير من الخطوط الجذابة والشرسة في نفس الوقت، ولا ننكر بأن 308 جاءت شبيهة لحد كبير من 307 ولكن بخطوط تصميمية مجددة.

 

 

فيمكننا ملاحظة المقدمة الشرسة بخطوطها تشبه سيارات الفورمولا وان، ويحتل الصادم الأمامي كبير الحجم جزء كبير من المقدمة إذ يتعدى على غطاء المحرك لمزيد من الحداثة والتميز، كما يتوسطه من الناحية العلوية شعار بيجو مع فتحة تهوية تحيط به من الخلف وخط من الكروم الجميل، كما يحتوي الصادم على فتحة التهوية الرئيسية الضخمة والجميلة والتي تشبه فم مفتوح وإلى جانبها أضواء ضباب رائعة متوضعة بشكل طولي ومتراجعة للخلف، أما غطاء المحرك فيتمتع بخط يشبه حرف "U" قاعدته عند بوز المقدمة وبارزة عنها بعض الشيء، كذلك نرى الأضواء الأمامية الكبيرة والمشدودة للخلف.

بالانتقال إلى الجانب، نلحظ الخطوط الناعمة والمتناغمة، والنوافذ الجانبية المميزة في التصميم والكبيرة لمزيد من الإضاءة الطبيعية للمقصورة، وتموجات خفيفة في الجزء الخلفي، فضلاً عن امتداد واضح للأضواء الأمامية والخلفية إلى جانب السيارة، فضلاً عن العجلات بجنط كروم مميز وبقياس 16 إنش.

 

 

أما من الخلف نشاهد الواجهة الخلفية للسيارة الرائعة والمنتفخة والتي تكمّل جمال وجاذبية المقدمة من خلال الصادم الكبير والمنتفخ بعض الشيء وفتحات التهوية رياضية المظهر بالجزء السفلي منه مع خط كروم جميل، وأبرز ما يميز الخلف هو الأضواء الرائعة والكبيرة والملتفة للجانب، أما الزجاج الخلفي فهو صغير قليلاً ولكن جميل!

وعموماً تستحق بيجو الشكر على هذا التصميم الناجح للـ 308 والذي خرجت به من مركز التصميم لديها لتأتي بشكل أجمل من 307 وأكثر جاذبية للذواقين في عالم فن السيارات، وقادر على فرض نفسه كتصميم يرمز إلى روح العائلة الشابة.

المقصورة:

تعودنا دائماً أن نشاهد تلك العناية الفائقة بأدق التفاصيل في تصميم وإنتاج عناصر المقصورة الداخلية ولوحات القيادة الخاصة بالسيارات الأوروبية، وهذا ما ينطبق على مقصورة الـ 308، فعند فتح الباب والدخول إلى المقصورة، يدرك المرء مدى حرص بيجو على الاعتناء بأصغر الأمور والخطوط العامة للوحة القيادة، وذلك من خلال استخدام مواد ذات جودة راقية وألوان مشرقة، ونوعية جلد عالية مستخدمة في إكساء المقاعد المريحة والرحبة، والتي يمكن تعديل وضعياتها بسهولة علماً بأن المقاعد الخلفية أكثر ارتفاعاً من المقاعد الخلفية، الأمر الذي يساهم بتحسين مجال الرؤية لركاب المقاعد الخلفية، وبالتالي زيادة المتعة أثناء الرحلات، كما أن المقاعد الأمامية والخلفية مريحة خاصةً على مجال الأكتاف والرؤوس، والمقصورة تتسع لخمس أشخاص براحة تامة، والمساحات المخصصة للأقدام في المقاعد الخلفية جيدة جداً ومريحة خصوصاً عند المسافات الطويلة.

 

 

أما تصميم المقصورة فهو أكثر من جميل وعصري جداً ومتطور، لوحة العدادات رائعة مع خلفية بلون ممزوج بين أبيض ورمادي بإطار من الكروم الجذاب، كذلك تم استخدام الكروم بشكل كبير في المقصورة فلن تضع يدك على مكان بلوحة القيادة أو التابلو إلا وستجد الكروم حاضراً. كذلك فتحات التهوية جميلة بشكلها الدائري، أما المقود فهو الجزء الوحيد من المقصورة الذي يمكن أن نقول عليه كلاسيكي. وفضلاً عن المقصورة الكبيرة والرحبة خصوصاً بالخلف، هناك الإضاءة الطبيعية الرائعة والتي يقدمها الزجاج الأمامي الكبير وفتحة السقف البانورامية الرائعة كذلك النوافذ.

أما على صعيد التجهيزات فحدث ولا حرج عليك، من المكيف الديجيتال المنفصل إلى مسجل الصوت CD-MP3 الرائع والمتكامل مع توزيع متكامل لسماعات عالية النقاوة، شاشة معلومات ومرآة خافتة للنور المبهر، ملطف جو ومقاعد مريحة مميزة بالتصميم ومرايا ونوافذ كهرباء وحاملات أكواب وبراد حتى، وجيوب تحميل عديدة تخدم العائلة، وقفل مركزي بتحكم عن بعد، وكيسي هواء وفرامل ABS  ونظام ESP لتدعيم الأمان ضمن هذه الأوروبية الأصيلة، فهل تحتاج العائلة أروع من هكذا مقصورة؟

 

الصندوق الخلفي كبير وواسع، يتسع لحجم كبير من الأمتعة بـ 368 لتر، الأمر الذي يجعل من بيجو 308 سيارة مناسبة للعائلات المتوسطة والكبيرة حتى.

المحرك وعلبة السرعة:    

تتوفر الـ 308 لدينا بخيارين من المحركات ومن أربع أسطوانات طبعاً، الأكبر والمزودة به سيارة التجربة بسعة 1,6 لتر ومن 16 صمام، يولد 120 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة، بينما يصل عزمه الأعظمي إلى 16 كغ.م عند 4250 دورة في الدقيقة، ويبلغ متوسطه حوالي 275 كم لكل 20 لتراً من الوقود كما تزعم بيجو، وبهذه الأرقام يستطيع حمل السيارة إلى سرعة 100 كم/سا بـ 12 ثانية ويصل لسرعة قصوى 188 كم/سا، الأمر الذي يعتبر جيد لهذا المحرك القوي. أما علبة السرعة فهي تيبترونيك من 4 نسب أمامية تنقل الحركة كالمعتاد إلى العجلات الأمامية الدافعة.

على الطريق:

بعد أن قمنا بتجربة هذه الفرنسية الرائعة خرجنا بانطباع رائع عنها من خلال توفيرها لراحة ركوب واضحة داخل المقصورة وعزل ولا أهدئ للمقصورة عن الأصوات الخارجية والضجيج الذي يكثر في شوارع دمشق.

أنظمة التعليق متطورة وتؤمن راحة ركوب مثالية للركاب ووبسلاسة، كما أنها تشعر السائق بثبات السيارة وتماسكها مع الطريق، وتجعل منها أيضاً ثابتة بشكل مثير للإعجاب عند الدخول للمنعطفات، أما المحرك فهو عصبي بعض الشيء لكنه يدفعك لتجربته ومعرفة قدراته، وعلبة السرعات سلسة الأداء ومتجاوبة بشكل أكثر من رائع، كما الحال مع المقود المتجاوب ومن النوع الكهربائي (آلي يقسو حسب السرعة)، أما عن المكابح فهي ممتازة وقوية جداً وتشعر السائق بثقة لا تضاهى، خاصة بفضل وجود نظام الـ ABS.

وختاماً، نشكر شركة بيجو مجدداً على جهودها الواضحة على بديلة الـ307 الرائعة، والتي تمكننا من وصف الـ 308 فعلاً بخير السلف لخير خلف، وذلك عبر تصميمها المؤثر والآسر لقلوب الشباب والحاد والشرس، وجودة بنائها وتجهيزاتها وأدائها الراقي.

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم