هل
باتت الأرقام الذهبية للوحات السيارات تجارة منتشرة؟ أم استغلالاً للمنصب الوظيفي؟
وهل هناك خطة لتغيير أرقام لوحات المركبات؟ هذه الأسئلة تطرح نفسها بشكل أو بآخر
في الواقع المحلي، ولكن الشيء المؤكد وجود أرقام متطابقة لسيارات يلاحظها المسافرون عبر المحافظات؟.
معاون
مدير نقل دمشق المهندس عرفان علي باشا يؤكد وجود تداخل بين أرقام المركبات،
ولاسيما تلك الأرقام التي تبدأ من اليسار بالرقم اثنان، ويقول م.علي باشا هناك
نموذجان واحد في حلب والآخر في ريف دمشق، وهذا يُعزى إلى تأخر الخطة الموضوعة منذ
عام 2004 لتغيير أرقام المركبات، وحتى الآن لم يُبّت فيها، إلا أنه توجد لجنة
مشتركة بين وزارة النقل ووزارة الداخلية تجتمع بين فترة وأخرى، وآخر اجتماع كان
لها في 29/1/2009، علماً أن النموذج الحالي بدأ العمل به منذ عام 1996.
ولدى
السؤال عن وجود رقم واحد لأكثر من مركبة قال إنه يوجد نحو 300 سيارة
وفق هذا النموذج التداخلي، وهناك سيارة حكومية تبدأ بالرقم 88 وهناك سيارة سياحية
خاصة تبدأ بنفس الرقم، بسبب وجود أكثر من 160 سيارة تسجل لأول مرة يومياً، وهذا
العدد هو قليل نسبياً تبعاً للظروف المحيطة بالأسواق المحلية والعالمية، علماً أن
هذا الرقم قد وصل إلى 700 سيارة يومياً منذ 3 سنوات.
وعن
موضوع التميز في اختيار أرقام المركبات، أجاب المهندس عرفان بأنه درجَ في الآونة
الأخيرة اختيار لبعض الأرقام وبشكل مجاني، بوجود أرقام ذهبية- فضية متميزة، فبعضها
يبدأ بأربعة أصفار والآخر 3 أصفار وبعضها بصفرين وبعضها تماثل في الأرقام ذاتها
وهكذا... ولدى مديريات النقل كتاب من وزارة النقل رقم 1797/68 ص 68 بتاريخ
2/5/2007 يطلب توزيع اللوحات عن طريق الحاسب الآلي، ومنح الأرقام للسيارات الخاصة
بشكل آلي ومؤتمت عن طريق الحاسب وبشكل تصاعدي للوحات المصنعّة، وهذا البرنامج جاهز
للاستثمار الفعلي.
ويشرح
معاون مدير نقل دمشق عن النموذج الجديد المقترح للوحات، بأنه عبارة عن سبعة أرقام
يفصل بينها خط صغير برقمين، أي خمسة أرقام + رقمين يرمزان إلى المحافظة، وهذا يعطي
مجالاً أكبر لاستيعاب أكبر عدد من المركبات القديمة والجديدة بكافة فئاتها
وأنواعها، سياحية خاصة - سياحية عامة - سياحية حكومية - شاحنة خاصة - شاحنة عامة -
شركات استثمار- زراعية – دبلوماسية - منظمات دولية... ويعطي النموذج الجديد
المساحة الأكبر لوضوح الرقم، إضافة إلى أنه يعطي لكل محافظة رمزاً، هو رقمان
يميزاها عن بقية المحافظات الأخرى، على سبيل المثال يصبح الرقم في دمشق 56413-35
وفي حلب 56413-35.
وأعاد
م.عرفان سبب الضغط الذي تشهده مديرية نقل دمشق إلى أن الناس في جميع المحافظات
يرغبون في تسجيل سياراتهم في دمشق (لوجود كلمة دمشق على اللوحة)، أما في النموذج
الجديد فوجود الرمز (الرقم) بدل الاسم، سوف يخفف الضغط على مدينة دمشق.
و
يوضح معاون مدير نقل دمشق إمكانية الحصول على رقم مميّز، عن طريق المهندس المسؤول
عن إعطاء الأرقام تجاوز البرنامج العشوائي وتأجيل إضبارة السيارة المراد تسجيلها،
حتى الوصول إلى الرقم المميز ومن ثم إعطاؤه لتسجيل المركبة التي يرغب صاحبها
الحصول على الرقم المميز.
ويؤكد
المهندس عرفان وجود ظاهرة بيع الأرقام المميزة بشكل خفي، لكنها ستختفي عند تطبيق
النموذج الجديد لأرقام السيارات، لأنه سيتم تشكيل لجنة خاصة ببيع الأرقام المميزة والذهبية
أسوة بدول الوطن العربي، وفي مزاد علني وتكون عائدات بيع الأرقام لمصلحة وزارة
النقل- علماً أن الواردات التي تدخل إلى خزينة الدولة من مديرية نقل دمشق تبلغ
أكثر من 18 مليار ليرة سورية سنوياًـ لذلك نقترح على رئاسة مجلس الوزراء، النظر في
منح نسبة من هذا الرقم لمديرية نقل دمشق وموظفيها، كنسبة جباية أسوة بالنسب
الممنوحة لموظفي جباية المالية، وتكون عائدات مديرية النقل لمصلحة تحسين الخدمات
والصالات وساحات الفحص الفني، التي باتت مكشوفة تحت الظروف المناخية المختلفة، مع
العلم أنه يوجد مبنى جديد على الهيكل منذ أكثر من سنة ونصف السنة ولم تتم المباشرة
في إكسائه!.
وما
نأمله بدورنا من المسؤولين وعلى رأسهم وزير النقل ولجنة الأرقام الجديدة متابعة
الأمور التي تصب في خدمة المجتمع والمواطن.
نقلاً
عن جريدة الثورة