خاص بموقع  فنات.كوم

 

 

أرادت شركة رينو الفرنسية قبل عدة أعوام تطوير سيارة اقتصادية في السعر والمصروف وتتمتع بمواصفات وجودة تصنيع وأداء جيد، ليتم تسويقها في الأسواق النامية؛ فكانت النتيجة بعد 4 أعوام من الدراسة والتطوير والأبحاث سيارة داسيا لوغان، التي تصنع في العديد من الدول النامية وعلى رأسها رومانيا، البلد الذي تنتمي إليه داسيا المملوكة من قبل رينو.

ولوغان سيارة سيدان من الحجم المدمج والسعر المنافس، وهي تنافس سيارات كالهيونداي فيرنا والشفروليه أفيو، إنما تتفوق عليهم من ناحية السعر مقابل التجهيزات، وهذا ما يجعل منها سيارة مثالية لأصحاب الدخل المحدود أو المتوسط.

 

 

الشكل الخارجي:

من السذاجة القول بأن لوغان سيارة فاتنة أو أن تصميمها الخارجي غاية في الروعة، فلوغان لا تمت إلى هذه الصفات بصلة، وحتى شركة رينو عندما قامت بتطوير السيارة لم تسعى إلى إكساب هذه السيارة صفة الجمال الملفت للأنظار، إنما قامت بتصميم السيارة بشكل أنيق وعملاني، حيث تم رفع صندوق الأمتعة مثلاً لزيادة قدرات التحميل.

وعموماً من الخارج تبدو اللوغان سيارة أنيقة وخالية من أية خطوط أو انحناءات مفتعلة لشد الانتباه إليها، وهي أقرب ما تبدو إلى سيارة تقليدية، فالمقدمة تتميز بشكلها البسيط جداً والمثلثي؛ فشبكة التهوية بشكل يشبه المثلث ويتوسطها من الأعلى شعار داسيا، والأضواء الأمامية بشكل مستطيل مشطوب باتجاه شبك التهوية، وأما الصادم الأمامي مصنوع من البلاستيك الأسود في جزئه الأعلى، وذلك للتقليل من أثار الصدمات الخفيفة، أما جزئه الأسفل فهو من لون السيارة وبشكل بسيط للغاية، أما مقدمة السيارة؛ فيلاحظ عليها قصرها وذلك لزيادة المساحة الداخلية للمقصورة، ومن الجانب تبدو الأناقة واضحة، من خلال بساطة التصميم والرفاريف النافرة إلى الخارج، كما تبرز المساحات الزجاجية الكبيرة التي تضفي مزيداً من الشعور بالرحابة داخل المقصورة.

 

 

 

ومن الخلف يلاحظ صندوق الأمتعة المرتفع لزيادة حجمه (510 لتر، رقم قياسي بالنسبة إلى هذه الفئة) والأضواء الخلفية الطولية الشكل، كما يلاحظ قصر صندوق الأمتعة، والصادم الخلفي مماثل للصادم الأمامي، حيث أن جزئه العلوي من البلاستيك الأسود والسفلي من لون السيارة.

وعموماً وكما ذكرنا سابقاً السيارة لا تتمتع بالجمال إلا أنها تتفوق بأناقتها التي يبدو أنه تم الأخذ بعين الاعتبار عند تصميم السيارة أن تتحلى بأقصى عملانية وسهولة في الإنتاج وانخفاض بكلفة التصنيع مع الحفاظ على شكل أنيق وجذاب بالتصميم.

المقصورة:

أول ما يشعر به المرء عند الصعود إلى مقصورة اللوغان هو الرحابة؛ فالمقصورة من الداخل متسعة بشكل جيد، سواء في القسم الأمامي أو الخلفي، كما أن المساحات الزجاجية الكبيرة الحجم تضفي مزيداً من شعور الرحابة داخل المقصورة،  التي تتميز بوجود بعض اللمسات العصرية كحاشية الأبواب وفتحات التهوية الداخلية وألوان أقمشة الكراسي ونوعيتها، إلا أن المقصورة لا تشعرك بالحداثة؛ فرغم عملانيتها تبدو بسيطة التصميم بشكل مبالغ به، خاصة بالنسبة إلى لوحة القيادة، التي قد تضفي شيء من الملل إلى داخل المقصورة، وخاصة لوحة القيادة الوسطية البلاستيكية، حيث من الممكن أن تأتي بلون الألمنيوم، مما يضفي شيء من اللمسة الجمالية.

 

 

    

 

وعموماً المقصورة عملانية؛ فالكراسي مريحة ومتسعة، والمساحات المخصصة للأقدام والأكتاف أكثر من مقبولة بفضل قاعدة العجلات التي يبلغ طولها 263 سم، كما تتميز بجيوب التحميل الموزعة وحاملات الأكواب الأمامية، ولا تتوقعوا الكثير الكثير بالنسبة إلى التجهيزات الداخلية في أي سيارة من هذه الفئة؛ فلوغان تأتي في فئتها الأرقى بوسادتي هواء وكومبيوتر رحلة ومكيف ونوافذ ومرايا كهرباء و ABS ومسجل CD، وكافة التجهيزات تبدو حسنة الأداء وتمتاز بسهولة التعامل معها والوصول إليها.

ولاحظنا أن جودة التصنيع خاصة في المقصورة تبدو أكثر من مقبول، فلا يبدو البلاستيك المستعمل في بناء المقصورة رخيصاً أو رديء المستوى، بل العكس فهو يضفي نوعاً من الجودة على المقصورة، كما أن الكراسي تبدو ثابتة في مكانها بشكل جيد ومريحة أيضاً، أما بالنسبة إلى صندوق الأمتعة؛ فهو حقاً واسع بشكل يثير الإعجاب والسرور.

 

   

 

المحرك وعلبة السرعة:

داسيا لوغان تأتي مزودة، إما بمحرك من أربع أسطوانات و8 صمامات بسعة 1.4 لتر ويولد استطاعة تصل إلى 75 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة مع عزم أعظمي يبلغ 112 نيوتن متر عند 3000 دورة في الدقيقة، أو بمحرك من أربع أسطوانات و8 صمامات وبسعة 1.6 لتر ويولد استطاعة تصل إلى 87 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة مع عزم أعظمي يبلغ 128 نيوتن متر عند 3000 دورة في الدقيقة (سيارة التجربة)، وفي كلا الحالتين يتصل المحركان بعلبة سرعة يدوية من 5 نسب أمامية، ويمتازان بنسبة استهلاك منخفضة للوقود تصل إلى أكثر من 300 كم خارج المدينة.

على الطريق:

أول ما يلحظه المرء عند قيادة اللوغان هو سهولة القيادة؛ فمجال الرؤية لدى السائق واسع، فيما عدا الجهة الخلفية نوعاً ما وذلك بسبب ارتفاع غطاء صندوق الأمتعة، ومقود الهيدروليك سلس للغاية ومتجاوب، أما بالنسبة لراحة الركوب فهي مقبولة جداً، حيث تميل السيارة إلى الاعتدال بين نعومة الركوب وثبات السيارة، فالوغان تمثل حلاً وسطاً فهي لا تميل إلى راحة الركوب المبالغ بها من خلال نعومة أجهزة التعليق، ولا إلى الثبات العالي من خلال قساوة أجهزة التعليق.

وعموماً قيادة اللوغان سلسة وسهلة ومتزنة أيضاً، كما أنك لا تشعر كثيراً بالضجيج الخارجي حتى على السرعات العالية نسبياً، وكما أنه من المؤكد أن المحركات لاتعطيك الأداء المتفوق، إلا أنها تبدو مقبولة بالنسبة إلى سيارة وزنها حوالي الطن الواحد، أما بالنسبة إلى علبة السرعة فهي بدورها متجاوبة وسهلة التعشيق.

وما أثار إعجابنا حقاً هو الفرامل، فمن خلال تجربتنا للسيارة والتي كانت مزودة بنظام ABS لاحظنا فعالية الفرامل العالية وسرعة تجاوبها بشكل يزيد من شعور السيطرة على السيارة والطريق بالنسبة إلى السائق.

وختاماً الداسيا لوغان ليست بسيارة حلم حتماً وليست بتلك السيارة التي تعطي الكثير، إلا أنه إذا ما قارنا بمواصفاتها وسعرها وجودة بنائها التي تضمنها رينو الفرنسية، بسيارات أخرى من نفس الفئة، لتفوقت اللوغان على أي منافسة آخر، وهذا ما يفسر نجاح هذه السيارة في كافة الأسواق العالمية، التي تم تسويق جديدة داسيا بها، واندفاع كلاً من فيات وتويوتا إلى العمل حالياً على سيارة اقتصادية لمنافسة ورقة رينو الرابحة.