خاص
بموقع فنّات.كوم
تجوب الشوارع السورية الكثير من السيارات الصينية الصنع في هذه
الأيام، فقد عرفت رواجاً جيداً في السنوات القليلة الماضية، ولاشك بأن هذا الرواج لا
يعود إلى سمعة السيارات الصينية أو تقنياتها أو حتى تصاميمها، بل يعود إلى سبب
وحيد لا أكثر، يتمثل في سعرها المنخفض نسبياً، أمام باقي السيارات من الدول الأكثر
تقدماً من الصين.
ولكن إن كانت السيارات الصينية يتمتع بعضها بتصاميم مقبولة، أو
حتى عصرية، فكيف هي بنيتها الميكانيكية، وجودة ودقة تصنيعها؟
ومن بين السيارات الصينية التي وصلت إلى سوقنا، هي البريليانس،
التي تعتبر وبحق من أجمل وأفخم وأكثر السيارات الصينية تطوراً، ولكن السؤال الذي
يطرح نفسه، ما مدى الأمان في السيارات الصينية الصنع؟
ولمعرفة الجواب قامت منظمة ضبط السيارات الألمانية ADAC،
بعمل اختبار تصادم على ذروة السيارات الصينية بريليانس BS6، التي تأمل شركتها أن تقوم بتسويقها في أوروبا، من خلال وكيل
معتمد لها في ألمانيا، ( اضغط هنا لمشاهدة الاختبار)
فتم إجراء تصادم أمامي وجانبي للسيارة بسرعة 64 كم/سا، فكانت
النتيجة سلبية جداً، لا بل كارثية، فلم تستطع السيارة الحصول على أكثر من نجمة
واحدة من خمسة نجوم في تقييم السلامة!!! بينما حصلت سيارة سمارت الصغيرة في جيلها الأول
على ثلاث نجوم!
حيث تم تسجيل دخول العمود الأول للسيارة (الشمعة) إلى المقصورة
بشكل خطير جداً، والمفاجئ أيضاً هو انحراف المقود جانباً! الأمر الذي قد يجعل من
كيس الهواء بلا منفعة! كما اخترقت الدواسات مسافة 32 سم إلى داخل المقصورة! الأمر
الذي قد يؤثر وبشكل خطير جداً على أقدام السائق.
وما زاد الأمر سوءاً هو مدى تشوه جسم السيارة، الأمر الذي يجبر
على جلب معدات ثقيلة لفتح أبوب السيارة وإخراج الجرحى، وبالتالي تعرض الجرحى إلى
خطر كبير نتيجة اضطرارهم إلى الانتظار ريثما يتم جلب المعدات.
وبعد الإعلان عن النتائج التي حققتها البريليانس، قام وكيلها في
ألمانيا بالاعتراض، وطلب إعادة الاختبار، الأمر الذي سيتم في تموز المقبل، وحتى
الاختبار القادم، سيستمر الوكيل في بيع السيارة، التي نجح حتى الآن في بيع 350
وحدة منها، ولكن في حال تكرار النتيجة فإنه من المؤكد بأن السيارة هذه سيتم إيقاف
استيرادها إلى أوروبا.
وتعتبر هذه النتيجة هي الأسوأ بعد نتيجة اللاند ويند، التي حققت
صفر نجمة! لتعتبر بذلك السيارة الأقل أماناً منذ 20 عاماً في أوروبا!
إذ تم أجراء تصادم أمامي للاند ويند على سرعة 64كم/سا، فكانت
النتيجة مذهلة وكارثية للغاية، إذ لا يملك السائق أي فرصة للبقاء على قيد الحياة!!
أما في التصادم الجانبي على سرعة 50 كم/سا، فسيتعرض السائق إلى إصابات خطيرة في
الجذع والرأس، وذلك بسبب الغياب التام للحماية الجانبية.
وما يزيد الطين بله، هو ضعف فرامل اللاندويند، والتي تحتاج إلى
مسافة طويلة للتوقف، الأمر الذي يعرض السيارة إلى احتمال أكبر لحدوث الحوادث.
وهذه النتائج تطرح فعلاً سؤال في غاية الأهمية، إذا كانت نتائج
اختبارات السيارات الصينية الأكثر تطوراً والأغلى ثمناً كارثية، فكيف هي نتائج
السيارات الصينية الرخيصة!؟ وكيف يسمح لهكذا سيارات بالدخول إلى سوقنا؟ وإلى هذا
الحد تسترخص الروح الإنسانية؟ أليس من الأجدر تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات
لتعادل الدول المجاورة! وبالتالي ركوب سيارات موثوقة خير من خردوات متنقلة!؟