"جسر العرقوب"

 

لم تخفت الضجة التي أثارتها حولها عقدة ميسلون في مدينة حلب رغم مُضي أكثر من عامٍ ونصف من وضعها بالخدمة، لتكون رابع عقدةٍ مروريةٍ كبرى تشهدها عاصمة الشمال السوري بعد: الكرة الأرضية والشعار والساخور.

وعندما اختارت محافظة حلب منطقة ميسلون لإنشاء عقدةٍ طرقيةٍ ضمن حزمة من مشاريع المواصلات داخل حلب، كان الهدف حل الاختناقات المرورية وتحسين الطرقات التي توصل مركز المدينة بمطار حلب الدولي، ومدخل المدينة الشرقي بأوتوسترادٍ سريعٍ عبر عقدتي الصاخور وهنانو.

وتألف هذا المشروع الذين دُشِّن في ربيع العام الماضي من محورين هما:

1 ـ يبدأ المحور الأول من الجابرية باتجاه شارع عروة بن الورد المؤدي لمنطقة باب الحديد بطول 244 متراً، على شكل جسرٍ من اتجاهٍ واحد.

 

"جسر الجابرية"

 

2 ـ يمتد المحور الثاني من شارع ميسلون باتجاه العرقوب بطول 322 متراً، وهو عبارةٌ عن حارتين بعرض ستة أمتارٍ لكل حارة، مع وجود شوارع جانبيةٍ موازيةٍ لجسر العرقوب.

وخلال الزيارة التي قام بها فريق فنّات لعقدة ميسلون، استرعى انتباهه تجاور جسر الجابرية مع شرفات البيوت لدرجة أن الأهالي وضعوا ألواحاً معدنيةً أمام نوافذ شققهم حتى لا تكشفهم السيارات العابرة.

�

"تجاور شرفات البيوت مع جسر الجابرية"

 

بيد أنه ليس بوسع أحدٍ التشكيك بالدور الذي تقوم به عقدة ميسلون، ولا أدلَّ على ذلك من شهادة سائقي السيارات الذين يستخدمون العقدة والذين استطلعت فنّات آراء بعضهم:

إبراهيم سائق تاكسي: خفف هذا المشروع الأزمة المرورية بصورةٍ واضحةٍ ولكنه في نفس الوقت نقل الأزمة إلى دوار التلفون الهوائي، والذي أصبح مصباً لكل السيارات القادمة من ميسلون.

خالد سائق ميكرو باص: لم تعد هناك أية أزمةٍ، وسابقاً كان المرور بإشارة ميسلون يحتاج إلى الانتظار لأكثر من عشرة دقائق.

في مقابل هؤلاء هنالك فئة سكان وتجار حي الجابرية، الذين اعترضوا كثيرا دونما طائلٍ على إنشاء جسرٍ في قلب شارع الأخرس لأنه ألحق ضرراً كبيراً ببيوتهم ومحلاتهم.

محمود صاحب محل: ساهم جسر العرقوب في تسريع حركة السيارات باتجاه دوار الساخور والمطار، ولكن الجسر الثاني أي الجابرية خنق الشارع وانخفضت أسعار محلاتنا ملايين الليرات.

معين أحد سكان الحي: صرنا بدون شارعٍ لأن العرض المتبقي للشارع بعد إقامة الجسر لا يتجاوز مترين، وهذا لا يكفي لمرور سوى سيارةٍ صغيرة، كما أن جدار الجسر حجب عنا الهواء والشمس تماماً وعرَّض المنازل لدخان عوادم السيارات بشكل لا يطاق.

وليد صاحب كشك: لا أدري لماذا لم تستبدل المحافظة الجسر بنفق والذي كان قام بدوره من غير أن يتسبب بالأذى للبيوت والمحلات المجاورة!، خاصة وأنه هوى بأسعار العقارات في المنطقة بشكل كبير، فلا أحد يرغب بشراء بيتٍ أو محلٍ في هذا الشارع. وأتوقع أن يلغى الجسر في المستقبل القريب لأن المتضررين ماضون في اعتراضاتهم إلى أعلى المستويات!.

أحد الجوار تحدث إلينا عن سوء تنفيذ الجسر مشيراً إلى وقوع هبوطٍ في إحدى قواعد الجسر، من دون أن يحظى ذلك باهتمام مجلس المدينة رغم مطالبات الأهالي بردم هذا الهبوط.

 

"هبوط في إحدى قواعد جسر الجابرية"

 

ويحتفظ جسر الجابرية بذكرياتٍ سلبيةٍ أخرى، إذ أنه شهد خلال مراحل الإنشاء سقوط عارضةٍ إسمنتيةٍ ضخمةٍ أدَّى إلى إلحاق أضرارٍ كبيرةٍ برافعة هيدروليكية تابعة للجهة المنفذة.

 

"سقوط عارضة إسمنتية على رافعة أثناء تنفيذ عقدة ميسلون"

 

كان الهدف من إنشاء جسر الجابرية إلغاء إشارة المرور من التقاطع وتحقيق انسيابٍ في حركة السيارات، وهذا كله تحقق ولكن الأهالي يشتكون من أن ذلك تم على حسابهم!.

أما عن الأزمة المرورية التي انتقلت من عقدة ميسلون إلى تقاطع التلفون الهوائي، فإن مجلس مدينة حلب يدرس حلها بإحدى طريقتين: الأولى إزالة دوار تلفون الهوائي نهائياً، والثانية توحيد الشارع الآتي من عقدة ميسلون إلى الدوار، وتخصيص المحور المتجه نحو مدرسة المعري ذهاباً وإياباً، كمحورٍ للذهاب.

 

خاص بموقع فنّات.كوم