خاص بموقع فنّات.كوم

 

عودناكم في موقعنا على تجربة السيارات الأكثر شعبية في سوريا، والسيارات التي بمتناول الشريحة الأكبر في سوريا، والتي يتراوح سعرها من المليون ليرة إلى ما دون، إلا في عدد قليل جداً من السيارات، كالباسات والسوناتا، اللتان تجوبان شوارعنا بكثرة.

ولكننا في تجربتنا هذه، سنلقي الضوء على إحدى أكثر السيارات فرادةً في سوريا وتميزاً وجمالاً، والتي لا يملكها إلا كل سعيد حظ، ولا نراها إلا قليلاً في شوارعنا، ألا وهي الأودي TT رودستر الجديدة.

وأوديTT الجديدة، هي عبارة عن الجيل الثاني من سيارة TT التي طرحتها أودي في العام 1998، وحققت حينها ضجة إعلامية كبيرة ونجاحاً باهراً، بفضل تصميمها الفريد والساحر والمميز في خطوطه البيضاوية.

وفي عامنا هذا قامت الشركة الألمانية بطرح الجيل الثاني من TT رودستر، بعد أن قدمت النسخة الكوبيه منه في العام 2006.

الشكل الخارجي:

أودي TT إحدى أجمل السيارات المكشوفة في العالم، وبشكلٍ كبير لا يقبل الجدل. نعم؛ فيكفي أن تسير هذه السيارة في إحدى الشوارع لتسرق أنظار الناس جميعاً، وليتبعونها بأبصارهم إلى أن تتوارى عن الأنظار.

فشكلها الخارجي مؤثر جداً، من خلال تصميم عصري وحديث جداً، يجمع ما بين الخطوط البيضاوية للجيل الأول من TT، مع خطوط حادة ومشطوبة في تناغم ولا أروع!

فخطوط المقدمة جذابة وباهرة بكل ما فيها من تفاصيل، من الأضواء الأمامية الهادئة والشرسة في الوقت نفسه، من خلال نعومة خطوطها المنتهية بزوايا حادة، وكذلك عبر شبك التهوية الكبير والأنيق والذي يمتد ليشمل الجزء الوسطي من الصادم الأمامي المميز بدوره بأضواء الضباب، ويتميز غطاء المحرك أيضاً بانسيابيته المذهلة  ودقة صنعته والتي تعكس مدى التطور التقني الكبير التي تملكه أودي.

من الجانب يزداد السحر سحراً، فيكفي النظر إلى الرفاريف النافرة بشكلٍ رائع ومتناغم مع الخطوط الجانبية المصقولة بحرفية عالية، والتي تنتهي من الأمام والخلف بالزوايا الحادة الرائعة للأضواء الأمامية والخلفية، والمرايا البارزة والمزودة بمؤشرات انعطاف من نوع ليد.

وتمتد الخطوط البيضاوية من المقدمة إلى المؤخرة لتشمل تناغم ولا أروع، وانسجام عام مابين تصميم السيارة، ويبرز في الخلف مخرجي غازات العادم الأنيقين والمنفصلين، والمصنوعين من الكروم، والمدموجين في الجزء السفلي من الصادم الخلفي المصنوع من البلاستيك الأسود الذي يرفع من جمال الخلفية.

كما يبرز الجناح الخلفي الذي يمكن فتحه وإغلاقه في الصندوق الخلفي كهربائياً من داخل المقصورة، أو بشكل أوتوماتيكي عند سرعة 120 كم، إذ يفتح الجناح لتعزيز الضغط العمودي على المحور الخلفي، وبالتالي تعزيز الثبات.

واعذرونا إن أطلنا في مدح جمال الـ TT رودستر، وصدقونا أننا لوقمنا بنظم القصائد في وصف جمال الـ TT، لما استطعنا إيفائها حقها!

المقصورة:

لاشك بأنه في سيارة بسعر الـ TTسيجد المرء كل مايتمناه من تجهيزات، كالمقاعد الكهربائية الحركة والمكسوة بالجلد الفاخر، ومسجل الـCD  مع مبدل الأسطوانات، والذي يتمتع بنقاوة صوت متفوقة، ومكيف الهواء الأوتوماتيكي، والسقف القماشي الذي يطوى ويفتح كهربائياً في غضون 12 ثانية فقط! الأمر الأكثر من رائع وسريع، وتمتد لائحة التجهيزات لتشمل الكثير، كالمقود المكسو بالجلد الفاخر وأكياس الهواء الأربعة، وغيرها الكثير الكثير.

أما ما يثير الإعجاب حقاً؛ فهو جودة الصناعة المتفوقة، فبمجرد صعودك إلى مقصورة الـ TTتشعر وكأنك ضمن تحفة فنية، مصنوعة بأيدي أكثر الحرفيين مهارة، ومن أنفس المواد.

فبمجرد تلمسك للوحة القيادة وتفحصها، ستندهش من دقة الصناعة والعناية بأدق التفاصيل، كالمقاعد الجلدية الرياضية والتي تلتف حول السائق والراكب الأمامي، لتعزز ثباتهما، وكذلك العناية بخياطة هذه المقاعد، علماً بأنه قد تم الاستغناء عن المقاعد الخلفية الصغيرة الموجودة في طراز الكوبيه، لصالح المحرك الكهربائي الخاص بالسقف اللين المميز، والذي جرى فيه استبدال البلاستيك الشفاف الخلفي بالزجاج، مما رفع من مجال الرؤية الخلفية بشكلٍ كبير.

بالنسبة إلى التصميم الداخلي للمقصورة، فهو رياضي بحت، وأنيق إلى أبعد درجة، من خلال مقود صغير مقسوم من الأسفل، والاستخدام المكثف للكروم، خاصة بالنسبة إلى أزرار المكيف، وكذلك على فتحات التهوية الدائرية الرائعة التصميم.

لوحدة العدادات هي الأخرى تم العناية بأدق التفاصيل التصميمية فيها، وجعلها بشكل رياضي بحت يرفع من جاذبية المقصورة.

ولمزيد من العملانية تم تزويد المقصورة بحاملات أكواب، وجيب وسطي بين المقاعد، يتميز بمساحة مقبولة لتوضيب الأغراض، وبعكس ما يتوقع المرء من سيارة مكشوفة، ومزودة بسقف كهربائي، تتمتع الـTT بصندوق أمتعة ذو مساحة مقبولة فهو واسع إلا أنه قليل الارتفاع.

أما المأخذ السلبي الوحيد على مقصورة الـTT رودستر، هو صعوبة الدخول والخروج من المقصورة، بسبب انخفاض المقاعد، والتي هي بدورها تبدو ضيقة، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص البدينين، الذين لن يسروا إطلاقاً بهذه المقاعد الرياضية.

ولكن علينا بأن نذكر بأن الـ TT سيارة رياضية بحتة؛ أي أنها يجب أن تزود بمقاعد رياضية منخفضة وتلتف حول الأجسام.

المحرك وعلبة السرعة :

أودي TT رودستر المكشوفة، والتي كانت قيد التجربة، زودت بمحرك من أربع أسطوانات وبسعة 2,0 لتر و16 صماماً، مزود بشاحن هواء "تيربو"، ويولد هذا المحرك 200 حصاناً عند 5100-6000 دورة في الدقيقة، كما يولد عزماً مرتفعاً يبلغ 28 عند 1800-5000 دورة في الدقيقة، الأمر الذي يمنح الـTT نشاطاً رائعاً على كافة السرعات.

ويستطيع هذا المحرك نقل السيارة من التوقف إلى سرعة 100\سا في غضون 7 ثا، والانطلاق بالسيارة إلى سرعة قصوى تناهز الـ 230 كم\سا.

ويمتاز هذا المحرك بنسبة استهلاكه المقبولة للوقود، إذ يبلغ معدل استهلاكه للوقود حوالي 250كم لكل 20لتر من الوقود، ويتصل المحرك هذا بعلبة سرعات متطورة جداً من نوع تيبترونيك، ومن 6 سرعات، يمكن تعشيقها إما من خلال عتلة تعشيق تقليدية، أو من خلال عتلتين صغار خلف المقود، على غرار سيارات الفورمولا وان!

على الطريق:

هيكل الأودي TT رودستر مصنوع بنسبة 60% من الألمنيوم، والنسبة الباقية 31% مصنوعة من المعدن، ومتركزة خاصة في الجزء الخلفي من السيارة، الأمر الذي يسمح بتوزيع مثالي للوزن، وبالتالي الرفع من ثبات السيارة وأداؤها على الطريق.

ولا تتمتع الأودي TT بشكل جميل جدا على الطرقات فقط، لجذب الأنظار، بل وتتميز أيضاً بأداء راقي جداً؛ فمحركها يمنحها قوة ونشاط كفيلان بجعلها من أكثر السيارات متعة وتشويقاً في القيادة، إذ يلاحظ مدى تجاوب المحرك وسلاسته مع تزايد الضغط على دواسة الوقود، أما علبة السرعة فهي بدورها متجاوبة جداً وتجعل من قيادة الـTT أمراً شيقاً جداً، خاصة في حال القيام باستخدام العتلات المتوضعة خلف المقود للتبديل بين النسب، كما يفعل سائقي الفورمولا وان.

ويبدي هيكل السيارة صلابة عالية، بالإضافة إلى ثبات وتوازن ولا أروع من قِبل أنظمة التعليق، التي تجعل ركوب السيارة مريح جداً وثابت أيضاً، حتى على المنعطفات، لدرجة بأنك قد لاتشعر بأن السيارة تسير على السرعات المنخفضة! وحتى العالية! وما يزيد من ثبات السيارة وسهولة التحكم بها، تزويدها بنظام التحكم بالتماسك ESP، وكذلك مقودها الرائع والمتجاوب بشكل مثير للإعجاب والذي ينقل فعلاً إحساس الطريق إلى السائق.

أما فراملها التي هي من نوع أقراص مهواة في الأمام والخلف والمزودة بنظام منع انغلاق المكابح ABS، فهي الأخرى عالية التجاوب وقوية جداً، وتمنح السائق ثقة كبيرة، كغيرها من أجزاء هذه التحفة الصناعية.

وباختصار شديد قيادة الـTT أمراً قد جعلنا نتحسر كثيراً عند النزول منها، من شدة روعة قيادتها وإتقانها لفن المتعة في القيادة.

وختاماً، صحيح بأن الرودستر هذه سيارة للأثرياء فقط، ليس بسبب سعرها المرتفع نفسياً، مقارنة بغيرها من السيارات في سوريا، ولكن لصعوبة أن تكون السيارة الوحيدة لمالكها، إذ لاتعتبر الـTT رودستر سيارة متناسبة في كافة الأوقات، إلا أنها إحدى أفضل السيارات المكشوفة في سوريا، والتي تعتبر بمثابة المكافئة الرائعة لرجال الأعمال، وأصحاب الثروات، لما تقدمه من مميزات يصعب تقديمها حتى على السيارة التي يبلغ سعرها مثلي سعر الـTT رودستر الخلابة.