شهدت صناعة السيارات الصينية ازدهاراً ملحوظاً وتطوراً كبيراً خلال الحقبة الماضية والعقد الأخير منها خصوصاً، مما لفت إليها الأنظار بصورة كبيرة من قبل صانعي السيارات الكبار، وأنعش السوق الصينية لتصبح أكبر سوق للسيارات حول العالم، ولتتسابق إليها شركات السيارات العالمية فيما بينها للحصول على حصة من تلك السوق الواعدة بالكثير، كما باتت أكبر تلك الشركات تلجئ لتوطيد وجودها في السوق، والاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لدى الصانعين المحليين بتوقيع إتفاقيات تعاون معهم، علماً بأن الصين تمتلك اليوم عدداً من الأسماء الكبيرة مثل سايك وشيري وفاو وشنغهاي أوتو وتشانغ دودج فانغ وغيرها.

وتعتبر فولكس فاغن الألمانية الأقدم تواجداً في تلك السوق، إذ يعود تاريخها هناك إلى ثلاثة عقود ممتدة من الزمان، كما أنها قدمت لعملائها في الصين العام الماضي ما يزيد عن 1.4 مليون سيارة، وهي تمتلك علاقة تعاون وتصنيع متينة مع شركة لامعة وبارزة في الصين هي فاو "FAW"، والتي بدأ يلمع نجمها في الصين ويشتد عودها بسبب تنوع طرازاتها المسوقة، فضلاً عن ريادتها في مجال النقل الثقيل، ولكن يبقى تميزها الأكبر هو مشاريعها المشتركة مع الشركات العملاقة كتويوتا ومازدا اليابانيتين وفولكس فاغن الألمانية كأكبر صانع أوروبي كما ذكرنا.

وبالحديث عن علاقة الشراكة بين فاو ومجموعة فولكس فاغن فقد بدأت عام 1991، بنسبة 60% لصالح فاو مقابل 40% لصالح الألمانية موزعة بنسبة 20% لعلامة فولكس فاغن و10% لأودي والـ 10% المتبقية للفرع الصيني من فولكس فاغن، وقدمت هذه الشراكة للسوق الصينية العديد من الطرازات، كان أولها فولكس فاغن جيتا (موديل العام 1994!)، كذلك جيتا الجديدة وبورا الأخيرة، بالإضافة إلى غولف الجيل الرابع وبعض طرازات من أودي، ويصل معدل الإنتاج السنوي لقرابة 330,000 وحدة.

أما اليوم فقد تم الإعلان عن تسمية جديدة للشراكة بين فاو وفولكس فاغن ليعملا معاً تحت مظلة وعلامة واحدة باسم كايلي "Kaili". وتعد علامة كايلي أحدث العلامات التجارية في الصين، ومنذ لحظة إطلاقها أعلنت كايلي عن أولى نتاجها، وهي عبارة عن سيارة كهربائية جديدة، تم تطويرها كأول سيارة من فولكس فاغن بشكل مستقل وخاص بالصين باسم E-Lavida، ولكن للأسف لم تكشف الشركة عن أية معلومات حول السيارة، بانتظار الأيام القادمة لنتعرف عليها أكثر.

أخيراً من المفترض بأن تحالف فولكس فاغن وفاو خصوصاً بعد العلامة الجديدة، من شأنه أن يفتح الأفق أكثر أمام الشركتين للمضي قدماً في تطوير التقنيات الصديقة للبيئة من السيارات الكهربائية والتوسع إلى الأسواق المجاورة والعالمية، خصوصاً وأن هدف كايلي هو التخصص في ذلك، كما تنوي فولكس فاغن الاستفادة من تقنيتها الجديدة بلوموشن وتعميمها خارج أسوار أوروبا.

خاص بموقع فنّات.كوم