هل تعرفون ما هو الشارع المستقيم؟ لقد عفى الزمن على هذه التسمية، وصرنا لا نجدها إلا في الكتب وحلت بدلاً عنها تسميتان هما شارع باب شرقي وشارع سوق مدحت باشا.

ولأن الشارع المستقيم يحظى بقيمة تاريخية هائلة، وقد يكون كما يزعم سكانه أقدم شارع في العالم. فقد دأبت على تجديده معاول الترميم لإعادته إلى نضارته وشكله الأول.

لقد استغرقت عملية الترميم الأولى طوال عامي 2007 و2008، وشملت رصف الطريق بحجر اللبون وصيانة شبكات الصرف الصحي القديمة وإزالة أعمدة وأشرطة الكهرباء الهوائية والهاتفية، وترميم واجهات وأبواب المحال التجارية، وترميم وتجميل واجهات الخانات والأبواب والأعمدة بكلفة 8 ملايين دولار.

والآن، بعد مرور ثلاث سنوات على انتهاء عمليات الترميم، ظهرت العديد من العيوب في ترميم سوق مدحت باشا، فالفتحات المطرية لا تعمل ما يؤدي إلى تشكل برك من المياه عند هطول الأمطار، زد على ذلك سوء تنفيذ فتحات الصرف الصحي ما يتسبب بخروج الجرذان منها بأعدادٍ كبيرة ـ على ذمة أهل السوق ـ والأهم من ذلك كله وما يدخل في اختصاص فنّات بصورة مباشرة، سوء رصف الحجارة في الشارع ما أدى لتخلخلها وخروجها من مكانها؟.

"ترميم ثاني لشارع مدحت باشا"

"صينية لإغلاق الفتحة المطرية!"

"برك مطرية في سوق مدحت باشا"

يقول أحدا تجار السوق أن شارع الملك فيصل كان سابقاً مرصوفاً بالحجارة، وكان يتحمل يومياً رحلات القطار الكهربائي "الترامواي"، فما حال حجارة سوق مدحت باشا لم تتحمل السيارات لتتحطم بهذه بسرعة؟، ويضيف آخر: لقد وعدونا بمنع دخول السيارات إلى السوق ثم غضوا النظر عن هذا القرار رغم أنه في قمة مطلب تجار وأهالي المنطقة.

ولا يكف تجار سوق مدحت باشا عن المطالبة بتنفيذ وعد محافظ دمشق لهم، بإعادة سقف كامل السوق وصولاً إلى باب الجابية كما كان قبل أن يحترق هذا الجزء في عهد الاحتلال الفرنسي.

ربما يستحق سوق مدحت باشا اعتناءً أكبر من الدولة ليأخذ مكانته التي يستحقها، والتي تتناسب مع قيمته التاريخية وعمره الذي يناهز الألفي عام وقيمته التجارية، من جهة أنه يضم 900 محلٍ متخصصة بالألبسة التراثية ومواد العطارة والنحاسيات والحرف الدمشقية اليدوية.

خاص بموقع فنّات.كوم