عالم السيارات المثير والمليء بالشغف والإرث العظيم والأساطير الحية، وغيرها من العواطف التي تجعل من صناعة السيارات الصنعة الأكثر استحواذاً على اهتمام البشرية، ولكن وكغيرها من أي صناعة أو أي شيء في الأرض، تبقى هذه الصناعة معتمدة في الدرجة الأولى على الناحية الاقتصادية، هذه الناحية التي ترفع أو تخفض من حضور أو تواجد أي اسم على خارطة عالم السيارات.

ولا شك بأن الجانب المادي هو العامل الحاسم في بقاء أو استمرار أي اسم في عالم السيارات، حتى وإن كان لهذا الاسم تاريخ كبير، فقد شهد العالم زوال وموت عدة أسماء ثقيلة في عالم السيارات، كأولدزموبيل (أقدم مصنع للسيارات في الولايات المتحدة... سابقاً)، وبلايموث وبونتياك التي تحتضر وروفر وغيرها...

"تيزس طراز القمة في لانسيا... هل يتم استبداله؟"

"لانسيا دلتا... أحدث طرازات لانسيا"

ومؤخراً، وفي مقابلة صحفية جرت مع السيد سيرجيو ماركيوني المدير التنفيذي لمجموعة فيات، تحدث الأخير عن وضع المجموعة التي تضم كلٍ من العلامات الإيطالية التالية: فيات وألفا روميو ولانسيا وفيراري ومازيراتي، والعلامات الأمريكية التالية: كرايسلر ودودج وجيب ورام التي أحدثتها مؤخراً وذلك بُعيد استحواذ فيات على كرايسلر.

وقد أعرب ماركيوني عن صعوبة وضع كل من العلامتين الإيطاليتين الأسطوريتين - إن صح التعبير – ألفا روميو ولانسيا، بعد انضمام مجموعة كرايسلر إلى فيات، فقد بدأت الأخيرة بالتركيز على إنعاش الأمريكية، وفي سبيل ذلك قامت فيات بطرح خطة للسنوات الخمس القادمة لكرايسلر (سنتحدث عنها قريباً في فنّات)، الأمر الذي سيصعب على فيات النهوض والاستمرار بعلامتين أوروبيتين نخبويتين كألفا ولانسيا.

وكان من المقرر حسب الخطة الجديدة، أن تتعاون بشكل وثيق كل من علامة كرايسلر ولانسيا مع بعضهما، في سبيل إنتاج سيارات فخمة وعريقة، غير أن تصريحات ماركيوني الأخيرة جاءت ضد إيطاليا وكل من يحب الإيطاليين وصناعتهم، فقد ألمح إلى إمكانية تسويق سيارات لانسيا في معظم الأسواق الأوروبية باسم كرايسلر بدءاً من العام 2011 وحتى في إيطاليا! والأخطر من ذلك تلميحه إلى احتمال وقف الاستثمارات في المعشوقة... ألفا روميو!

وإن كان ماركيوني محقاً بعض الشيء وللأسف بشأن لانسيا، التي وعلى الرغم من تاريخها الحافل والعظيم، لم تعد تتمتع بشهرة كافية لضمان استمرارها خارج سوقها المحلية إيطاليا، حيث باعت العام الماضي 93,300 وحدة، مقابل 20,600 وحدة خارج إيطاليا معظمها في فرنسا وبلجيكا، بينما باعت كرايسلر 24,400 وحدة بينها 4,600 وحدة في إيطاليا، فلانسيا ومنذ أن ابتلعت فيات ألفا روميو عام 1986 لم تعد تحظى بالدعم المادي والاهتمام الكافي من قبل فيات، وهي مازالت على قيد الحياة رغم ضآلة الاستثمارات فيها بفضل الأفكار النيرة التي تقدمها وماضيها العريق، علماً بأن مجلة توب غير البريطانية الشهيرة اختارت هذه العلامة كأكثر العلامات المنتجة لأساطير السيارات عبر التاريخ.

ورطة ألفا:

الجانب الأسوأ في تصريحات ماركيوني كان حول ألفا روميو، التي ألمح إلى إمكانية وقف الاستثمارات بها، وهذا لا حق لك به سيد ماركيوني! فألفا روميو هي الجمال في عالم السيارات هي الهوس هي العشق والهيام... هي الملهمة والمتكبرة والفاتنة والجميلة... هي كالأنثى الوحيدة في عالم السيارات الذكوري... فكيف ستقتلها إذاً؟!

"جوليتا... أحدث طرازات ألفا روميو"

وألفا روميو لم تعطها فيات الأسلحة التي تدافع بها عن نفسها، فجوليتا بديلة 147 تأخرت عاماً كاملاً عن موعد طرحها! علماً بأننا وبعيد نشر خبر طرحها عبر موقع فنّات تلقينا كثير من قصائد الشعر التي مدحتها! فما بالكم لو تم عرضها قبل عاماً من الآن؟

وأين هي بديلة السيدان الكبيرة 166 التي توقف إنتاجها عام 2007، وأين طراز الـ SUV أو C-xover المرتقب والذي تلقينا عشرات العهود والوعود من ألفا لطرحه منذ سنوات؟ وفي حال قام ماركيوني بوقف ضخ الأموال إلى ألفا فإن طرازين اثنين فقط سيصمدان هما مي تو وجوليتا إلى عدة سنوات، وبعدها ستنهار ألفا كاملة وسنطوي إحدى أجمل صفحات تاريخ عالم السيارات... لا قدر الله، كما أنه وفي حال تم بيع ألفا إلى أحد الشركات الصينية أو إلى VW حسب بعض الشائعات فإننا سنفتقد روح ألفا روميو الإيطالية التي تميزها عن بقية السيارات، وستصبح ألفا روميو بعدها سريعاً كأي علامة سيارات عادية أخرى في العالم، وهذا الأمر الذي نفاه السيد لوكا دي مونتيزيمولو الرجل رقم واحد في فيات ورئيس مجلس إدارتها وصناعة السيارات في إيطاليا.

"166 للعام 1999"

"ألفا 166 للعام 2004"

"الـ SUV الاختبارية من ألفا باسم (كمال) للعام 2003"

ويتوجب علينا الانتظار لمعرفة الخطة الجديدة لمجموعة فيات الإيطالية، حين سيتحدد فيما إذا كانت فيات ستنتج بديلة لـ 159 وطراز 169 المرتقب والـ SUV ومستقبل ألفا ولانسيا، ونأمل بدورنا أن تعطي فيات أهل دارها ما يستحقون من إمكانيات لضمان استمرار هذه الأسماء التي تحافظ على عالم السيارات جميلاً وجذاباً.

خاص بموقع فنّات.كوم