بحث
مجلة فنّات
وظائف شاغرة
اشتراك القائمة البريدية
  اسم المشترك:
  البريد الإلكتروني:
آخر فيديو السيارات

أبحاث ومقالات

عندما تنتقم الباصات لنفسها وتستعيد الطرقات المحلية!

18-01-2010

 

 

كاد صيف العام 1992 أن يودع السوريين كضيف ثقيل الظل أثقل كاهلهم بالحرارة وازدحام المرور وصعوبة الحصول على وسيلة نقل، عندما ظهر على الساحة وافد جديد احتار علماء العربية في تسميته، وأطلق عليه الشارع السوري بالخطأ مرةً اسم "سرفيس" ومرة "ميكرو"، وسمّاها المتضررون جرذان بيضاء.

غير أن هذا الوافد أياً كان اسمه؛ فرض نفسه سريعاً وهيمن على النقل الداخلي في كل المدن السورية بصورة بعثت على الشك، وعطلت مشاريع شركات النقل الداخلي لتحسين واقع النقل ضمن المدن، فانكفأت باصات الشركة داخل المرائب ومُنع استخدام الباصات الكبيرة في المدن وفي البلدات البعيدة عن مراكز المحافظات، بينما اُستورد أكثر من خمسين ألف ميكروباص وفقاً لقانون الاستثمار، تحت تسمية المركبات السياحية في مدةٍ وجيزة سرعان ما تسرب سائقو الميكروباصات من النقل العام إلى نقل موظفي القطاع العام والخاص وطلاب المدارس، بل وإلى الرحلات والنزهات الترفيهية، ما تسبب في عودة أزمة المواصلات اعتباراً من نهاية تسعينيات القرن الماضي.

وبعد أن نظر المسؤولون في قطاع النقل في الدول القريبة والبعيدة، ولاحظوا أن سورية باتت الدولة الوحيدة التي تستخدم الميكروباصات في النقل العام، وأن من طبّق هذه التجربة قبلنا تراجع عنها مثل مصر، دار الزمن دورته وعادت الباصات لتنتقم لنفسها من الميكروباصات، والتي بات عليها أن تبحث عن منافذ تضمن بقائها على قيد الحياة، وتاه السائقون على أعتاب شركات خاصة منحت حق تشغيل الباصات الجديدة، وفي طرقات الريف البعيد والذي لا يغني ولا يسمن من جوع.

أحد سائقي الميكروباصات التي توقف خطها اعتبر أن ما يحدث هو تأميم معاكس، أي منح إنتاج الأكثرية العاملة إلى الأقلية المالكة، ولكن هذا السائق تغافل عن حقيقة ملكية الدولة للطرقات العامة تستثمرها كيف تشاء ومع من تشاء.

ولا شك أن الميكروباصات عند بدء استخدامها حلّت الجزء الأكبر من معضلة النقل الداخلي، لأن الباصات العامة لم يعد بوسعها آنذاك استيعاب تضاعف عدد الركاب في دمشق وفي المدن السورية الكبيرة، والتي تشهد فوق الزيادة السكانية هجرة أبناء الريف القريب والبعيد للعمل والسكن، ولكن الميكروباصات وقعت في نفس المطب عدا عن فداحة ضررها البيئي، واقتضت الضرورة استبدالها بباصات كبيرة لتغطية الزيادة المستمرة في الركاب والسكان عموماً.

وبينما شهدت الثلاثينات دخول "الترامواي" القطار الكهربائي إلى النقل العام وتضررت عربات الخيل، ثم دخلت الباصات في النصف الثاني من الستينات وأوقفت الترامواي، وهيمنت الميكروباصات على شوارع المدن منذ أوائل التسعينات. عادت الباصات للعمل مع نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة، فيما يجري الحديث عن إمكانية العودة للترامواي! ومن يدري أن تفضي أزمة الطاقة وغلاء الوقود إلى عودة الحناطير!

وبانتظار نهاية العام القادم الذي حددته وزارة النقل للانتهاء من إحلال الباصات على خطوط النقل ضمن المدن، فإن الواقع وحده سيكشف نجاح هذه التجربة واحتمال استمرارها، وقد تمتد هذه التجربة كمثيلاتها إلى عقود من السنين، حتى نتوقف عن التجريب في الركاب والبيئة وعلى الطرقات!

 

خاص بموقع فنّات.كوم


كم نجمة تعطي لهذه المقالة؟
نتيجة التقييم:   عدد المشاركين بالتقييم: 2
عدد التعليقات: 10
 شكر
اتوجه بجزيل الشكر لسيادة الرئيس الذي اعطى المعاقين الحق في استعمال وسائل النقل العامة بنصف التكلفة وارجو ان نوضع في عين الاعتبار عند العامة
عمرناظيف 26-01-2010 18:06
 بعد الساعة 23
للأخ الي يفضل السرافيس لأنها تعمل بأوقات متأخرة في الدول الأوروبية و أخص المتقدمة جدا منها المترو و الترام و الباص و مواصلات أخرى لم نسمع بها تتوقف آخرها بعد الساعة 23 و المحلات التجارية تغلق أبوابها في الساعة 20 و الناس تطفئ النور في منازلها الساعة 21 والحمام ممنوع استعماله بعد الساعة الـ22 ؟؟ لماذا لأنو الشعب بيحترم النظام و العمل و ومو شعب بحب يسهرو ينبسط طول الليل و 7 أيام بالأسبوع و بروح على شغلو الساعة 10 الصبح نعسان مهو شايف قدامو لازم نتعلم النظام و نتعلم أنو نحب شغلنا و نحترم غيرنا
كل 2 على منسف 19-01-2010 19:28
 كل 2 على منسف
و الله الصراحة لازم يتخلصوا من السرافيس لأنو صاحب السرفيس بفكر أنو الشوارع مطوب بأسم أبو و امو و ما بيعرف ان يجب احترام الغير و لازم تحل محلها شركات نقل خاصة كبيرة تلتزم بمواعيد تسيير الباصات و ووضع جداول على كل موقف بتوقيت قدوم الباص و وضع غرفة عمليات لتنظيم حركة هذه الباصات و مراقبتها بواصة الGPS الأستخدام البسيط والواعي للتكنلوجيا يتيح حل كثيرا من أزمة المرور بتسيير الباصات و مراقبة حركتها و سلامة فهم أصحاب الشركات
كل 2 على منسف 19-01-2010 19:21
 بدها تخطيط اكتر
اولا نسيو انو في مئات الالوف من العائلات تسترزق منها وثانيا بينزل الواحد الساعة 2 بعد نص الليل او 6 الصبح وبلاقي ميكرو بس مو ممكن تلاقي (هوب هوب) بهدا الوقت وتالتا النقل الداخلي ببعض المناطق رح يعمل عجقة اكتر بكتير من السرفيسات ومن عدا انه 3/4 العالم رح يطلعوا عالواقف. الله بياركلنا بها البلد
annous 19-01-2010 11:06
 تركيا
الميكرويات موجودة بتركيا و خاصة اسطنبول !! اللي عدد سكانها قد عدد سكان سوريا كلها.. و ما حدا اشتكى منها بس بتلاقيها مرتبة و منظمة
عقاب 19-01-2010 04:33
 ملاحظة
تعليق على المقال : ( السائق تغافل عن حقيقة ملكية الدولة للطرقات العامة تستثمرها كيف ما تشاء و مع من تشاء) ملكية الدولة للأشياء هيه ملكية عامة للمال العام و ليس ملكية فردية .. و المواطنين هنه صحاب الدولة و الدولة بتستثمر لمصلحة المواطنين مو كيف ما تشاء! لأنو الدولة ليست دكانة هدفها الربح.. الدولة مسؤوليتها تقديم خدمات للمواطنين ولو كانت عم تخسر!
ملاحظ 19-01-2010 04:30
 الميكرو أحسن..
ليش لنجرب مرة تانية؟ تجربة الميكرو كانت ناجحة كتير .. و الميكرويات أظهرت فعاليتها و اللي شفناه بالسنين الأخيرة من تهالك الميكرويات سببو انو ما في رقابة تفرض مستويات قياسية من ناحية الحالة الفنية .. و ما في تسهيلات لتتجديد و تطوير هالوسائل ..متل نظام استبدال أو وضع عمر معين للميكرو في الخدمة.. و كلها فرص عمل كانت متوفرة للمواطنين و كل ميكرو كان فاتح 3 بيوت كفرص عمل مباشرة .. والفرص الغير مباشرة هيه كل شي بتحتاجو هالميكرويات من صيانة و قطع غيار و مستلزمات و ملحقات !!
كلاشنكوف 19-01-2010 04:25
 الميكرو أحسن
مبسوطين برجعة هالتجربة؟؟ شغلة جربناها من زمان و كانت صورة من صور التخلف الحضاري بهالبلد!! واللي بيتزكر منظر الباصات الخضرا و البرتقالية لما تجي بعد انتظار ساعات و هيه ميلة على جنب لأنو متعمشق على بوابها ناس أكتر من اللي راكبين جوا .. واللي راكب جوا بينزل بعد 4 مواقف من موقفو لبين ما يكون وصل للباب!!و انحشار النسوان بشكل ( غير مناسب ) بين الرجال!! ولحتى تركب لازم تركد أول ما يطل الباص و تدفشلك شي كم واحد ووحدة و تاكلك كم كوع و كم رفسة و ازا زبطت محاولتك و ايدك تمسكت بشي شغلة و تعلقت بتكون ركبت!
كلاشنكوف 19-01-2010 04:18
 الخلل الحقيقي
في الحقيقة أن مشكلتنا في تطبيق النظام المروري وليس في وسيلة النقل العامة. أنا برأيي أن الميكروباص حلَّ أزمة كبيرة جداً في مجال النقل العمومي لأنه أسرع وحركته أخف من الباصات التي تقطع نفس المسافة ولكن بزمن أطول من الميكرو ولكن المشكلة الرئيسية تكمن إمكانية ضبط النظام المروري والتقيد به فالمكاري أصبحت تشكل إزعاج كبير في الشارع بسبب الفوضى المرورية العارمة وهذا الأمر نفسه سينطبق وبشكل أسوأ على الباصات الكبيرة إذا لم نحل المشكلة الأكبر التي يتجاهلها القائمون عليها.
Zaher 18-01-2010 21:40
 احزرو لمين هالغنية !!!
بنلف بدواير , و الدنيا تلف بينا , باصات و مكاري ,و ترومواي هاجم علينا , تكاسي فكلّ حتّة و فعجئة المدينا , بندوور !!! بس السؤال المهم : إلى متى , و الأهم : إلى أين ... إلى أين ... يا قرد !!!
وائل زين العابدين 18-01-2010 20:43
 
أرسل لصديق طباعة
 
 

Copyright ©2006 fannat.com All Rights Reserved. Designated trademarks and brands are the property of their respective owners. Use of this Web site constitutes acceptance of the fannat.com User Agreement and Privacy Policy.