أخيراً تسرين قانون السير وارتدى حلةً جديدة، وأصبحت مواصفاته
تتناسب مع المواطن والشارع السوريين، بعد أن تغيرت المواصفات الفنية والتعبوية في
نظام النقاط القديم، الذي لاقى منذ بدء العمل به قبل عامين انتقاداتٍ شديدةٍ،
بعضها منصف والآخر مجحف.
وتمت المباشرة أمس بتطبيق التعديلات
الجديدة على نظام النقاط، وهي نفس التعديلات التي نشرتها فنّات في مقال سابق مع تعديل رصيد النقاط لحامل رخصة القيادة ليصبح
24 نقطة بدلاً من 16 نقطة. ما سيجعل أغلب إن لم يكن كل السائقين السوريين يتنفسون
الصعداء.
وكانت فنّات لاحظت خلال استبيانٍ
أجرته الصيف الماضي بعنوان قانون السير في عيون السوريين، وجود نقمةٍ - لم تشأ الإشارة إليها
حينها ـ لدى سائقي الميكروباصات والتكاسي على نظام النقاط، وكان ذلك واضحاً من
خلال تجمع عشرات السائقين حول فريق الدارسة لدى جولاته الميدانية، وعند كل واحد
عشرات المطالب والقصص ضد نظام النقاط، وكأن فنّات بيدها الحل والربط؟!.
وبالتأكيد، فإن هؤلاء السائقين موقنين
بعجز فنّات عن تعديل قانون السير، ولكن شكواهم لم تكن أكثر من (فشة خلقٍ). وعند
محاولة إقناعهم بفعالية نظام النقاط وبأنه مطبقٌ لدى دول العالم المتطورة كانوا
يردون بسخرية مريرة: "هاتوا شوارعاً مثل شوارعهم قبل أن تطبقوا علينا
قوانينهم"، وكانوا يتساءلون بماذا سيعمل السائق إذا سحبت منه رخصته وأصبح
عاطلاً عن العمل حتى يطعم أولاده؟.
وعبر تقييمٍ أولي للتعديلات الجديدة،
يبدو أن الفريق الدارس أراد إمساك العصا من منتصفها، عبر الإبقاء على الغرامات الشديدة
للمخالفات الكبيرة وتخفيض غرامات المخالفات الخفيفة إلى حدّها الأدنى، وبالتالي
إرضاء المطالبين بالتشدد في مراقبة المخالفات المرورية وفي الوقت نفسه امتصاص نقمة السائقين
على نظام النقاط. أي إرضاء الجميع، لكن الأيام القادمة ستثبت صحة أو خطأ مقولة أن
إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك!.
خاص بموقع فنّات.كوم