في السنوات الأخيرة ومع تفاقم أزمة المرور في العالم،
وما نتج عنها من أعباء إضافية على كاهل البيئة والغلاف الجوي بسبب الغازات السامة
الناتجة عن عوادم المركبات. ومع تعالي أصوات الهيئات البيئية وزيادة اعتماد المستهلك
على الوقود وبدء انحسار ثروات الباطن عالمياً... أدركت الحكومات العالمية خصوصاً
في الدول الصناعية الكبرى، الخطر البيئي المحدق والكميات الهائلة من التلوث الصادر
عن السيارات، واتجهت إلى دفع عجلة تطوير تلك الصناعة الثقيلة، نحو ابتكار محركات
صديقة للبيئة بمعنى أن تكون أقل تلويثاً واستهلاكاً للوقود.
فنتج عن ذلك بحوث ودراسات قادت إلى تطوير مفهوم جديد من
المحركات، وهو الهجين أو (Hybrid) وبدأت شركات السيارات
باعتمادها في سياراتها، وكان دور الريادة لتويوتا اليابانية التي أخرجت للعالم
سيارتها الرائعة بريوس (بيع منها إلى الآن أكثر
من مليون ونصف وحدة) والتي أصبحت مثال يحتذى به.
"تويوتا بريوس III الجديدة"
وبعد دخول الجيل
الثالث الجديد من البريوس حيّز التسويق التجاري عالمياً قبل
أسابيع قليلة فقط، واستقدامها
بشكل مبكر من قبل وكيل العلامة اليابانية في سورية في بادرة
مميزة منه، عرضتها فنّات كعادتها بمواصفاتها وسعرها عبر موقعها. ومن خلال ردود
وآراء زوار الموقع التي اتسمت بالاستهجان الشديد لسعرها المرتفع في سورية وفرض
رسوم مرتفعة عليها باعتبار أنها بمحركين، علماً أن سعرها عالمياً يتراوح بين مليون
ومليون وثلاثمائة ألف ليرة سورية كحد أقصى حسب التجهيزات، وهي من فئة السيدان
ونظيفة ومنخفضة التلويث بشكل كبير ومعفية بمعظم الدول من الرسوم... ما بدد فكرة
اقتناء مثل هذه السيارة من قبل المستهلك السوري الذي كان يفكر ربما برد جزء من دين
الطبيعة عليه باقتنائها.
وبالنظر إلى تجربة مملكة الأردن الشقيقة، التي تعتبر من
أوائل تلك الدول التي شجعت حكوماتها على اقتناء السيارات الهجينة، بتقديم تسهيلات
جمركية للتجار لاستيرادها وإعفاء المواطن من قسم كبير من الرسوم المفروضة عليها
مقارنة بالسيارات العادية، بغية تعزيز فكرة اقتنائها والمحافظة على البيئة.
هل تؤيد لفت نظر الحكومة السورية وحثها على التفكير
جدياً بالسيارات الهجينة وتقديم تسهيلات تساهم باستبدالها بالسيارات العادية وخفض
الرسوم عليها؟ وهل تتوقع نفسك أن تمتلك واحدة منها، فيما لو انخفض سعرها ووصل إلى
حدود المعقول؟... شاركونا بتعليقاتكم القّيمة حول الموضوع المطروح.
خاص بموقع فنّات.كوم