هل يُقبل عالم السيارات في الأيام القادمة على اشتعال حرب بين اثنين من
أكبر الصانعين في العالم؟ الجواب هو نعم على الأرج، إذ بدأت تنشب حرب كلامية بين
رئيس مجلس إدارة فولكس فاغن السيد فرديناند بيش والرئيس التنفيذي لمجموعة فيات -
كرايسلر السيد سيرجيو ماركيوني.
فتصريحات بيش وتلميحاته الواضحة باستهداف
فولكس فاغن لعلامة ألفا روميو من فيات، يبدو وأنها قد أثارت
كبرياء وغضب الإيطاليين، وأشعلت فتيل حرب بين اثنين من كبار صانعي السيارات في
أوروبا وفي العالم، فلطالما كانت تعتبر فيات المنافس الأبرز والأول لفولكس فاغن في
أوروبا في معظم فترات القرن الماضي.
"سيرجيو ماركيوني"
"فرديناند بيش"
واكتفت فيات في البداية بالنفي المطلق لبيع ألفا روميو إلى أي جهة أو
تفكيرها في ذلك، وأعلنت عن خطط طموحة لإعادة إنعاش هذا الاسم العريق في عالم
السيارات، لكنها سرعان ما ردت الصاع صاعين لفولكس فاغن، حينما أعلن ماركيوني في
مؤتمر صحفي في معرض ديترويت عن عزم فيات شراء أسهم فولكس فاغن المسيطرة في كل من
شركتي سكانيا ومان المصنعتين للشاحنات الثقيلة وإلحاقهما بإيفيكو للشاحنات
المملوكة لفيات.
وبعد هذا التصريح سأله أحد الصحفيين الألمان المتواجدين في ديترويت إن
كان تصريحه عبارة عن مزحة، فرد عليه ماركيوني بأن كلامه إن كان مزاحاً فهو مواز
لكلامه (المقصود بيش) حول شراء ألفا روميو!.
ولكن لا شك وأنه لا مكان للمزاح في عالم السيارات على مستوى الشخصيات
الكبرى، وتصريحات ماركيوني قد رفعت لفترة بسيطة أسعار أسهم سكانيا ومان، وتحتوي أيضاً
على كثير من الجدية.
وبعد تصريحات ماركيوني استهزئ بيش بكلام الإيطالي وصرح بثقة قائلاً:
كيف لشركة تهوي مبيعاتها في أوروبا أن تفكر بوضع يدها على اسمين من أكبر الأسماء
المصنعة للشاحنات في أوروبا. وقال ذلك مستشهداً بانخفاض مبيعات فيات هذا العام في
أوروبا بنسبة 17% عن العام السابق.
ورد ماركيوني بثقة واستهزاء على تصريحات بيش قائلاً: إننا قمنا بإنقاذ
شركة كبيرة وبضمها
إلينا هي كرايسلر، ونعمل حالياً على إعادة هيكلة مصانع السيارات
الخاسرة في إيطاليا، وسنجني ثمار أعمالنا قريباً.
وعقب على ذلك بيش بتصريحه بأن مبيعات VW قد ارتفعت كثيراً هذا
العام خارج أوروبا، وأن لمجموعته أيضاً هدف تسعى عليه هو استيلائها على عرش أكبر
شركة مصنعة للسيارات.
وأخيراً، صرح ماركيوني بأنه لم يجتمع إطلاقاً مع السيد بيش أو السيد مارتن فينتركورن الرئيس التنفيذي لـ VW،
وقال بأنه من الممكن طرح الموضوع للنقاش خلال الأشهر الـ 12 القادمة، وتبادل
الشركات بين بعضهم...
ويبدو بأن مسألة بيع ألفا روميو إلى فولكس فاغن ليست إلا مسألة وقت لا
أكثر، والثمن سيكون حصول فيات على سكانيا ومان.
خاص بموقع فنّات.كوم